الخميس، 18 غشت 2011

لوز أخضر/ قراءة لقصتين وأربع قصائد

لوز أخضر/ قراءة لقصتين وأربع قصائد

 
                                                                         محمود شقير
1
كنت في وقت سابق، قد أبديت إعجابي، في حديث إذاعي، بتجربة مجلة "فلسطين الشباب"، من حيث إتاحتها الفرص لجيل جديد من الكاتبات والكتاب الشباب للتعبير عن أنفسهم بطريقة حرّة، ولنشر نتاجاتهم الأدبية التي تتراوح بين النص المفتوح والخاطرة الأدبية والقصة والقصيدة، علاوة على تخصيص حيز للتصوير الفوتوغرافي واللوحات الفنية ومراجعة الكتب، والمتابعات الأدبية في ميادين السينما والمسرح والفن التشكيلي والرحلات واليوميات وما تتضمنه من رصد للمعاناة من الاحتلال وإجراءاته القمعية التعسفية، وغير ذلك من نصوص ومواد.
وإلى جانب ميزة الإيجاز التي يفرضها شكل المجلة، فإن إتاحة الفرص أمام الشابات والشباب للبوح بما يعتمل في نفوسهم تشكل ميزة أخرى للمجلة، علاوة على رغبة الشابات والشباب أنفسهم في التمرد على ما هو سائد من أشكال أدبية ومواضعات اجتماعية مختلفة، ما يشي بأهمية التعاطي مع اللغة من منظور جديد لا يعيد اجترار الصياغات اللغوية المألوفة، وبأهمية تعرية المفاهيم الاجتماعية المتكلسة التي تعني الحفاظ على القديم تحت شتى الحجج والمقولات، وفي الوقت نفسه ضرورة النظر إلى القضية الفلسطينية وصراعنا مع الاحتلال من زوايا جديدة تغني هويتنا الوطنية وتعزز حضور الثقافة الديمقراطية في هذه الهوية، وتبتعد بنا عن الرؤى التقليدية المفعمة بالحماسة السطحية لدى التطرّق للهم الوطني الفلسطيني، وتجتهد في رؤية ما هو إنساني في قضيتنا لتعزيز تضامن شعوب العالم معنا، ومع حقّ شعبنا في الحرية والعودة وتقرير المصير والاستقلال.
من هنا تبدو مهمة "فلسطين الشباب" واعدة وحافلة بالآمال، وضمن هذا السياق، فإن ما هو مطلوب من الجيل الجديد من الكاتبات والكتاب ما زال غير منجز حتى الآن. فالبوادر الإيجابية التي ترهص بها نتاجات هذا الجيل تبشر بخير قد نرى اكتماله بعد زمن. ذلك أن التصدي للمهام الجديدة من منظور جديد يتطلب اهتمامًا كبيرًا باللغة، لما للغة من أهمية قصوى في عملية الإبداع. ويتطلب تحصيلاً ثقافياً واسعاً ودراية بأسرار الأشكال الكتابية السائدة للاستفادة من عناصرها القادرة على البقاء، ولتجاوز هذه الأشكال بما ينسجم مع منطق العصر ومتطلباته. ويبدو لي أن توافر النصوص المفتوحة والخواطر وقصائد النثر في "فلسطين الشباب" في مقابل قلة توافر القصص والقصائد الموزونة سواء منها تلك التي تنتمي إلى الشعر العمودي أم إلى شعر التفعيلة، إنما يعود إلى استسهال كتابة النصوص التي لا تتطلب شروطًا فنية محكمة مثل تلك التي تتطلبها القصة أو القصيدة، دون أن أقلل بالطبع من أهمية كتابة النصوص المفتوحة والخواطر، ودون أن أنتقص من أهمية كتابة قصيدة النثر، وبخاصة تلك التي يكتبها شعراء مجيدون لهم شأنهم في كتابة القصيدة بكل أشكالها الفنية المعروفة.
هذه المجلة تفتح أفقًا لجيل جديد، غير أن هذا الأفق بحاجة إلى ريادة واستكشاف وجهد ومكابدة، وعلى المنتمين لهذا الجيل أن يأخذوا على عاتقهم بذل كل جهد ممكن للوصول إلى الغاية المرجوة، وهي تقديم إضافات جديدة نوعية على المشهد الثقافي الفلسطيني المعاصر.

2
في هذه الأمسية، سأقرأ ثلاثة نصوص لكاتبة هي ملك عفونة وقصتها مراسيل، ولكاتبين هما عبد المعطي مقبول وقصته "في السوق"، وشادي أبو جراد وعدد من قصائده النثرية.
وسأبدأ بقصائد شادي أبو جراد، وهي أربع قصائد مكتوبة بلغة متقشفة متحرّرة من البلاغة، ذاهبة إلى التأمل في بعض الظواهر الوجودية كالحياة والموت، مثلما هي ذاهبة إلى اليومي والهامشي لكي تنقله من الهامش إلى مركز النص، ولكي تضيء ما يشتمل عليه هذا الهامشي من سمات لافتة للانتباه، وبما يسهم في تجديد إحساسنا بالحياة، ولتركيز أنظارنا على تفاصيل وتجارب وأشياء كنا نراها ولا نراها، وكانت تحيط بنا ولا نشعر بها، وتملأ علينا دنيانا ولا نعيرها أي اهتمام، وتظل مركونة طيّ التجاهل أو النسيان حتى يأتي الشعر ليميط اللثام عن فحواها، فنشعر بها كما لو أننا نراها لأول مرة.
ولكي يتمكن الشاعر من أداء مهمته الإبداعية من خلال اللغة المتقشفة الخالية من الزخرف اللغوي ومن المحسنات البديعية، فلا بدّ له من الاعتماد على تقنيات فنية قادرة على التوصيل وعلى رصد التفاصيل، ولذلك فهو يعمد إلى المفارقة وإلى الإدهاش وإلى الحذف والإيحاء والاستعانة بتقنية التقابل ولعبة الإضمار والتكثيف والتشخيص وتعزيز النزعة الحسية وتغليبها على نزعة التجريد، وكذلك بسط المشهد الشعري ثم اختزاله في جملة شعرية حاسمة ذات أثر نفسي ملموس.
في القصائد الأربع التي بين أيدينا وفي غيرها من قصائده يعتمد شادي أبو جراد كثيراً من التقنيات التي ورد ذكرها آنفاً، ورغم ما بين القصائد من تفاوت في مستوياتها الفنية، فإنها تشترك في بعض السمات التي بالإمكان ملاحظتها بشيء من التمعن والتدقيق.
في القصيدة الأولى الموسومة بـ "مجاز" ثمة أهجية سياسية لاذعة تتمثل في مناقشة سعر الإنسان وسعر الطماطم في سياق واحد، ما يعني الحطّ من قيمة الإنسان في الشارع المستقيم الذي لا يحب التقاطعات. وهنا نلحظ واحدة من مفارقات القصيدة: فهذا الشارع الموصوف بالاستقامة الذي يرى فيه الشاعر مجازًا للوطن، لا يستطيع أن يمنع رغم استقامته ما يحدث على مقربة منه من التواءات، حينما يتداخل حوار الساسة مع حوار بائعي الخضار حول سعر الإنسان وسعر الطماطم. وهنا في هذه الحالة، تصبح المسؤولية هي مسؤولية الساسة الذين يفقرون الوطن بإفقارهم لإنسانه الذي لا يفترق عن الطماطم في شيء، بل إنهما، الإنسان والطماطم، يشتركان في صفة واحدة هي الاحمرار "خجلا بفعل عوامل السّلَطة"، والسَّلَطة هنا (بفتح السين وتشديدها) تستدعي إلى الذهن كلمة مختلفة في المعنى هي السُّلْطة (بضم السين وتشديدها)، التي راجت في ثقافتنا الشعبية تسميتها بالسَّلَطة (بفتح السين وتشديدها) من باب توجيه النقد لها والسخرية منها.
من حق الشاعر بطبيعة الحال أن يوجه نقداً للسلطة لجهة لفت الأنظار إلى ضرورة صيانة كرامة الإنسان وإيلائه الاحترام اللازم. ولقد استطاع أبو جراد توصيل فكرته في صياغة مكثفة لولا بعض المفردات التي شوّشت إيقاع القصيدة وأضعفته إلى حدّ ما. فالذي يحمرّ هو وجه الإنسان وليس رأسه. وصيغة "بفعل عوامل السَّلَطة" لا تحمل أي قدر من إيحاءات الشعر وجمالياته.
في قصيدة "وقت" يتجسد مفهوم علاقة الزمن بالإنسان على نحو حاسم. فإذا كان صحيحًا أن الزمن هو عدو الإنسان، فإنّ شادي أبو جراد يقول ذلك عبر نص شعري متقشف، حيث "الساعة على الحائط (...) لا تشير إلى أي وقت" وعقاربها التي يفترض فيها أن تشير إلى الوقت، تتحولّ من وجهة نظر الشاعر وأحاسيسه إلى أنصال قاتلة موجهة إليه.
وفي قصيدة "تشكيل" تتبدى قدرة الشاعر على خلق فضاء واسع يمكن للمتلقي تأثيثه بما يشاء من تصورات، وذلك من خلال سبع مفردات:
كل هذا الأثاث المهشم
حولي
تشكيل لخطاياك.
في قصيدة "عاقبة" تبدو سطوة الفكرة على القصيدة أكبر من رصيد الأحاسيس فيها. صحيح أن الشاعر حاول الاشتغال على مفارقة الولادة التي صورها كما لو أنها جريمة تستحق حكماً هو "السجن أبدًا في الحياة". لكن، وكما هو معلوم فإن الإنسان مهما عاش فإنه لا يعيش أبداً، والتشبيه الذي انتهت به القصيدة يبدو ملتبساً بعض الشيء: "أدور حولي مثل كلب يبحث عن نباح". ربما لو كان الكلب يبحث عن سبب للنباح، لكان الأمر أكثر إقناعاً.

3
تكتب ملك عفّونة قصة سردية بلغة جميلة، ويضفي عليها ضمير المتكلم الذي اعتمدته الساردة حالة من الصدقية وحرارة المشاعر، كما يمكنها من خلق حالة من التفاعل بين بطلة القصة التي هي الساردة نفسها والقراء. وتبدأ الكاتبة قصتها بجملة موحية قادرة على شحن القصة بعناصر التشويق وخلق التوقعات، حيث تقول: قطعًا، لم تكن صدفة، فلا مكان لصدفة على تلك الدرجة من الإتقان، أن تضرب لي موعدًا مباغتًا مع الفرح...الخ". بعد ذلك تصف الكاتبة في ثمانية عشر سطرًا متتابعة نهوضها من سريرها والتوجه إلى النافذة بحثًا عن الأوكسجين بعد أن شعرت بأن جسدها محتاج إليه. ومن ثم لم تظفر بالأوكسجين فقط وإنما كذلك بإشارة موسيقية خطفتها من أذنيها ونفضت الغبار عن حواسها.
بعد هذا الوصف المتقن لحالة الفتاة التي ظفرت بالهواء والموسيقى، تبدأ الكاتبة في تسريب شيء مما تريد أن تقوله عن بطلة قصتها، حيث نعلم أن من يعزف في هذا الليل هو الشاب الأسمر الذي تعرفت إليه من قبل في الجامعة، فأبدت إعجابًا به وميلاً إليه، مثلما أبدى هو إعجاباً بها وميلاً إليها، لكنهما لم يتبادلا الكلام مرة واحدة. وها هو يقيم منذ شهرين في بيت قريب من بيتها، ولم تكن تعرف ذلك إلا هذه الليلة حينما سمعته يعزف على العود لتسمعه ولتعرف أنه جارها.
وهي تتذكر حينما كانت عائدة إلى بيتها كيف رأته جالساً على حافة حجرية، فما كان منها إلا أن جلست بقربه، وراح يعزف لحن أغنية: مراسيل، التي غنتها الفتاة سرًّا ثم جهرًا، ومع ذلك لم تكلمه ولم يكلمها. لكنها رأت على شفتيه نصف ابتسامة، ثم غادرته وأكملت طريق العودة إلى بيتها.
الآن، بعد شهرين يكمل الشاب المعزوفة نفسها التي سمعته يعزفها من قبل، والآن تطلق الفتاة ابتسامتها التي تأخرت شهرين وتغني: مراسيل...مراسيل، وهي تهز رأسها طربًا، بما يوحي أن وقت الخجل والتهيب قد ولى إلى غير رجعة، ولم يبق سوى إتمام اللقاء بين الحبيب الشاب وحبيبته الشابة.
ورغم أن حبكة القصة تبدو مترابطة في الظاهر، فإن أسلوب المعالجة الرومانسية تجعل هذه الحبكة مفتقرة إلى الإقناع. حيث تلعب الصدف والمفاجآت في القصة دورًا ملحوظًا، وتصبح هي العنصر المحرك للأحداث والمسؤول عن تفاصيلها وتطورات هذه التفاصيل. وفي هذه الحالة يتوجب على المتلقي الإذعان لرغبة الكاتبة في تغييب بعض التفاصيل اليومية وإظهارها في اللحظة المطلوبة، فالشاب يغيب مدة شهرين ولا تدري الفتاة إلى أين ذهب، ثم تكتشف أنه جارها طوال هذه المدّة. وعند هذا الحد من تطور الحدث القصصي يصبح مسموحًا للفتاة التي كانت تتسربل برداء الخجل على نحو مبالغ فيه، أن تنضو عنها هذا الرداء. بالطبع، يمكن اعتبار إقامة الشاب قريبًا من بيت الفتاة، وإقدامه على عزف المقطوعة الموسيقية نفسها في هدأة الليل، كما لو أنه تعبير عن إصراره على التقرّب منها. ذلك مقبول وجدير برد الفعل الإيجابي الذي عبرت عنه الفتاة، غير أن كل ذلك يتم في إطار من المعالجة الرومانسية التي أصبحت من الماضي بالنسبة لأدبنا المعاصر، فالعلاقات الناشئة بين الشابات والشباب في واقعنا الراهن وما فيه من وسائل اتصال عصرية تتجاوز بكثير هذا التصور المثالي لتلك العلاقات.
غير أن ذلك لا يقلّل من قدرة ملك عفونة على كتابة قصة ذات لغة جميلة وأسلوب رشيق.

4
يكتب عبد المعطي مقبول قصة كلاسيكية تشتمل على الشروط الفنية التي لا بدّ من توافرها في القصة القصيرة. غير أنه يجعل لقصته نهاية مفتوحة، وفي هذا انزياح ملحوظ عن شروط النهاية في القصة الكلاسيكية التي تسعى إلى أن تريح القارئ وتستوعب انفعالاته. هنا نهاية مفتوحة ناجحة، وفيها تحريض للقارئ على توقّع ما سوف يصبح عليه الطفل الذي تعرض للإهانة وأطلق جراء ذلك شتيمة نالت من الذات الإلهية إيذانًا بما سيكون عليه سلوكه في المستقبل.
غير أن سيطرة الراوي العليم بكل شيء على سياق السرد القصصي أثرت سلباً على حيوية القصة وقدرة اللغة فيها على الإيصال. ذلك أن نزعة الإخبار وتقديم المعلومات الجاهزة قلّلت من استثارة مشاعر المتلقي للتعاطف مع الطفل المقهور. فمنذ الأسطر الأولى في القصة يضعنا الكاتب أمام مقارنة جاهزة بين الفقر والغنى، يقول: "هو أيضًا استيقظ من نومه باكرًا، لكنه لم يشرب كوب الحليب، ولا ارتدى ثيابه الأنيقة متوجهًا نحو مدرسته، هم فعلوا، ودعتهم أمهاتهم بقبلة وابتسامة، لكن أمه ودعته بأسى يقطع أواصرها"... الخ.
وإضافة إلى ذلك، فثمة تعميم غير مستحب في هذه الأسطر الآنفة الذكر، حيث لا يعقل أن يكون في المدرسة طفل واحد لم يرتد ثيابه الأنيقة في حين أن بقية الأطفال ارتدوا ثيابًا أنيقة.
ثم تتوالى المعلومات المباشرة التي يقدّمها الراوي العليم للمتلقي: فالطفل لم يغسل وجهه، لأنه يعلم أن صفاءه لن يدوم. والطفل انقطع عن المدرسة منذ وفاة والده، وهو الآن العائل الوحيد لأهله.
بعد ذلك يصف الراوي رحلة الطفل إلى السوق لكي يبيع بضاعته، وكيف أن العربة التي يسوقها تعطّلت ووقفت في وسط الطريق، ما أثار الناس والتجار وجعلهم يصبون جام غضبهم على الطفل. هنا يقع الكاتب في التعميم مرة أخرى، حينما يتحدث عن موقف الناس من الطفل ويقول: "والناس زادت شدة وتيرتها، وعلت أصواتها بالسب والشتم".
ورغم ما يعانيه مجتمعنا من انهيار في القيم ومن تفسخ في النسيج المجتمعي الناتج عن سنوات الاحتلال الطويلة وعن الإحباطات التي سببناها ونسببها لأنفسنا، إلا أن الأمور لا تصل حدّ تعرّض الطفل بطل القصة لأذى شديد يصل حد الضرب والإهانة من صاحب الملحمة بسبب تعطل العربة في الطريق، دون أن يتدخل أحد لمساعدته أو لرفع الظلم عنه. الموقف الوحيد الذي يتبدّى في القصة تجاه كل ما وقع للطفل، هو ظهور الراوي للمرة الأولى مستعينًا بضمير المتكلم ليخبرنا أنه كان يرقب المشهد من بعيد ولا يحرّك ساكنًا! والسؤال: لماذا لم يحرك ساكناً؟ وما دلالة هذا الحياد غير المفهوم؟ ثم إن الراوي لم يكتف بالوقوف على الحياد، بل إنه صادر حق الطفل في الكلام. لم نستمع لكلمة واحدة تخرج من بين شفتي الطفل احتجاجًا على الأذى الذي تعرض له. وحينما استبد به الغضب وتلفظ بشتيمة قاسية، ظل محجوزًا خلف كلمات الراوي الذي نطق نيابة عنه حينما أخبرنا قائلاً: سمعته يقول شيئًا، ركزت السمع، إلى أن هزتني الكلمات، وجدته يسبّ الذات الإلهية لذاك اللحام، ولكل الواقفين...الخ، وبالطبع فثمة خلل لغوي في صيغة الذات الإلهية لذاك اللحام، كان ينبغي الانتباه إليه، فالذات الإلهية هي لله نفسه وليست للحام.
وبالطبع، فقد كان الكاتب معنيًّا بمراكمة كل هذه التفاصيل التي اتخذت منحى إخباريَّا لكي يصل إلى النهاية الجيدة التي أنهى بها قصته. لكن نزعة الإخبار والاعتماد الزائد عليها قلّلت من جدارة المستوى الفني للقصة.

المصدر:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق