الأحد، 14 غشت 2011

                      مع الشاعرة مليكة المعطاوي


أسعى إلى  الكتابة عن الهامشي والمنفلت
تؤكد الشاعرة المغربية مليكة المعطاوي في حوار مع بيان اليوم، على أن طموحاتها تتجلى في مواصلة كتابة قصائد بحجم المشاعر الإنسانية الراقية، لكنها لا تغفل الحديث عن الصعوبات التي واجهتها خلال طبع باكورتها الشعرية «أسرار الظل الأخير»، إلى حد أن ذلك يجعلها «تخمم مائة تخميمة وتخميمة» قبل الإقدام على طبع عمل ثان.

* ما هو حافزك على الممارسة الإبداعية؟
- تعود حوافزي على الممارسة الإبداعية، بكل ألوانها وأهازيجها وغيومها وأحلامها، إلى طفولة انفتحت فيها وحيدة على عوالم مختلفة، كان زادي فيها أوراق وأقلام وكتب تنخرها الأفكار، بعدما سقطت شجرة بحينا، فلفتني موجة من الغبار تهت في عتمتها طويلاً. وحده الحرف كان سراجي، فرحي وبكائي، معه كنت أتقاسم كل اللحظات، وكنا معاً نترجمها في صور ضبابية ونعطيها أسماء غير الأسماء، به كان يتوهّج القلب ويعانق كل الأطياف والظلال، يحاورها، يسامرها ويمنح الروح أفقاً تحلق فيه وتقتبس من ضوء الإبداع.

* ما هي القضايا التي تفضلين تناولها في إبداعاتك؟
- أجدني في بؤرة أحداث النفس الإنسانية، في كل ما هو وجداني، فلسفي عميق. أكتب عن آلام الإنسان وهمومه وجراحاته ومعاناته. أكتب عن الهامشي والمنفلت، وعن الصراعات الداخلية التي يعاني منها الإنسان، لكن هذا لا يمنع أن هناك قضايا تقتحمني، تفرض نفسها عليّ خارج هذا الإطار.

* لماذا اختيار كتابة الشعر دون غيره من الفنون الأدبية؟
- الشعر قلم بوحي الخاص، لكن ما يعني الآخر يعنيني أيضاً، لهذا أحاول أن أعبر عن خلجاته وأجعله يجد نفسه أو بعضه فيّ.
أنا لم أختر هذا الشعر، هو الذي اختارني ولا أدري كيف تسرب إلى مساماتي من بين النظريات العلمية والأشكال الهندسية، فحفر عميقاً وتوغل. قد يكون بسبب قراءاتي الكثيرة وعشقي الكبير للشعر، فهو بمثابة الروح للجسد، والهواء للإنسان، وقد يكون جاءني من بركان تفجر بداخلي منذ الخطوات الأولى على درب الوعي بالأشياء وامتصاص ألم الحياة.

* كيف عشت تجربة النشر؟
- بعدما ينتهي المبدع من معاناة الكتابة ومخاضها الدائم، يجد نفسه في دوامة النشر والتوزيع. في هذا المجال لم تخل تجربتي من مشاكل، ويكفي أن أقول إن ديواني «أسرار الظل الأخير» لا وجود له إلا في مكتبات الرباط، وبالتحديد في مكتبة الألفية الثالثة، ومكتبة دار الأمان، ومكتبة دار الفكر، فمسألة التوزيع ضرورية ومهمة لانتشار العمل وتشجيع المبدع. مازالت المسألة تطرح علي ألف سؤال.

* ما هي أهم طموحاتك في المجال الإبداعي؟
- طموحاتي هي أن أواصل كتابة قصائد بحجم المشاعر الإنسانية الراقية، أن أكتب من أعماق كياني بدون ضغط ولا عجلة، أن أصل إلى ملء نضجي الفني وأحلق عالياً في قمم الإبداع، فينساب الشعر صافياً رقراقاً. وبطبيعة الحال أتقاسم ما أكتبه مع الآخر عبر دواوين تمنح الشعر العربي إضافات جديدة.
أطمح أيضاً أن أكمل كتابة رواية كنت قد بدأتها منذ سنوات، ومازالت أحداثها عالقة بجدران الذاكرة، لا تريد أن تتحرر. 

المصدر:

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق