سماعيل البويحياوي سيد القصة الهايكو

القصة القصيرة جدا، و القصة القصيرة عالم ثنائي يقطنه البويحياوي الذي يمارس فن تكثيف مواقع الرؤية المشبعة بالشعور بالزمن و بالحركة في مساحة ضيقة او محدودة بين ممارسة الكتابة و نقدها، وتدريس مادة اللغة العربية ،يؤسس المبدع عوالمه و يشكل تكوينه الثقافي والمعرفي والإبداعي، في أعماله نستلذ سرد القصة القصيرة المستلهمة من بيئته وتراثه و "القصة الهايكو" التي ينتجها وعيه الذي يعبر عن إصراره و إرادته في اختيار ألجنس الأدبي الذي يمارسه، بين عمق المضمون ودلالاته الإنسانية , محاولا تجاوز الواقع دون التنكر لمحيطه الاجتماعي الذي يعيشه، و دون الانغلاق على الذات او الانعزال عن العالم الواسع.
اسماعيل البويحياوي : مبدع تجريبي في" القصة القصيرة جدا". يتخذ من التراث تارة و من المعاش تارة أخرى مرتكزا حيويا لأعماله الأدبية كي يلامس صميم القضايا الإنسانية,بلغته شاعرية رفيعة-صقيلة محملة برمزية مكثفة وإحالات تنضح من الموروث الثقافي و الوعي الجماعي.ما تؤثث به فضاءات تحتمل أكثر من قراءة...
بين أنامله تضيق العبارة ليتوسع المعنى فيبحر الحرف بين المخيال و المعرفة موظفا زخما معرفيا خلاقا .
في سفر سردي فاتن يأخذنا البويحياوي داخل" طوفان في قطرة". حيث النسغ مسربل بنكهة تراثية كالشيفرة تلقي بظلالها على الحاضر بينما يمتد الجذر الى الماضي....
تتوالى العناوين = إخلاص-معجزة-الإغارة-حاجة...تنفتح النصوص على صور من الذاكرة الجماعية فينفتح معها الجرح الآني في أجزاء كثيرة من العالم العربي...
يراوني سؤال حاد هل كان الكاتب نبيا يبث إرهاصاته بين دفتي كتاب صغير حمله هم الإنسان من بدء الخليقة الى اليوم.. ؟.
هل اسماعيل البويحياوي متنبئ استبق الأحداث و كتب الثورات العربية و غليان الشارع, ثلاث سنوات قبل الحدث؟.
تكفي قراءة نبوءاته المعنونة بولاء, أخوة,.خبيرة, ايجبتلوجيا. , الخلافة،.استمرارية...للوقوف على تقاء التجربة-الرؤيا-النبوءة التي تتدفق بين عمق و دقة اختيار الفكرة و النضج في التعاطي مع القضايا المجتمعية-الانسانية....
في "قطف الأحلام"الكتابة لحن فريد يمزج السرد بالشعر في لغة تبني كثافتها و تستثمرها لتنتج بوحا، حلما، احتراقا ،عطشا، فصاحة، و تمر بنهر من العناوين-الصور- حتى تصل السقيا، فالطوفان فالاحتضار في ريق الزمان...

اسماعيل البويحياوي الناقد هل يخدم البويحياوي القاص ام يعيقه؟ اطرح السؤال على نفسي و اجيبها بتلقائية،

عزيزة رحموني/ اليوم بريس
المصدر:
http://alyawmpress.com/culture/2913-2011-08-24-06-53-09.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق